- بنات الرسول محمد (عليه الصلاه والسلام) في لغة الفن التجريدي
- سلسلة من اللوحات الزيتية لاستاذ الفن التجريدي جورجي فيرتوسو
- 15 August 2019
by Alexandra Osadkova
15 August 2019بنات الرسول محمد (عليه الصلاه والسلام) في لغة الفن التجريدي
سلسلة من اللوحات الزيتية لاستاذ الفن التجريدي جورجي فيرتوسو
قضايا النوع الاجتماعي:
تُعد قضية النوع الاجتماعي واحدة من أهمية القضايا في الفن المعاصر، ولا يعتبر ذلك غريباً حيث لاتزال نواجه حتى اليوم عددًا من التحيزات المرتبطة بالنوع الاجتماعي سواء للذكور أو الإناث.
عادة ما يُنظر إلى الدول الإسلامية على أنها الدول الأكثر محافظة، حيث يتعمق فيها النظام الأبوي وهو النظام الذي يجعل من المرأة "موظفة بلا حق". وفي هذا السياق؛ يحاول المفكرون المسلمون سواء سياسيون أو دينيون إثبات أن النظام الأبوي ما هو إلا صورة نمطية خاطئة، وليس له علاقة بالدين الإسلامي، بل على العكس ساعد الدين الإسلام في تعزيز وتقوية ودعم مكانة المرأة في المجتمع.
ووفقًا لبعض الأدلة الوثائقية، توصف فترة ما قبل الإسلام والتي تُعرف بفترة "الجاهلية"، بالفترة الأكثر ظلماً وقسوة للمرأة. حيث شاعت ممارسة قتل الأطفال الإناث؛ ولم يكن هناك أي حقوق للمرأة على الإطلاق. حيث لا يحق للنساء امتلاك أي ممتلكات. وكانت يُنظر إلى المرأة على أنها جوائز يمكن الفوز بهم في الحروب القبلية أو ورثها كجزء من ممتلكات الفرد. فعلى سبيل المثال، يمكن أن "يورث" ابن الزوج زوجة ابيه بعد وفاة والده.
الموضوع:
يؤكد العديد من الإسلاميين أن الدين الإسلامي دين يشجع ويقوي مكانة المرأة في المجتمع وذلك بالإشارة إلى بعض النماذج الناحجة. فعلى سبيل المثال كانت السيدة "خديجة"، الزوجة الأولى للنبي الكريم، سيدة أعمال ناجحة، وهي من بادرت بطلب الزواج من النبي الكريم، وهو حدث فريد ونادر تكراره حتى اليوم. كما قادت السيدة "عائشة بنت أبو بكر" الزوجة الثالثة للنبي، الجيش في معركة الجمل بعد وفاه الرسول(عليه الصلاه والسلام). وقيل أنها روت أكثر من 2000 حديث وقول عن النبي الكريم.
أشار القراءن الكريم إلى أن لديك (الرجال) حقوق معينة على (النساء) ولكن لديهم (النساء) حقوق معينة عليك (الرجال)
الجديد:
جورجي فيرتوسو هو الفنان الذي ينجذب دائماً للمهام الصعبة، حيث قرر مؤخراً العمل على موضوع "المرأة في المجتمع الإسلامي" والذي يُعد من أكثر الموضوعات جدلاً. وتتمثل أعماله في إطلاق سلسلة من اللوحات التجريدية المكرسة لبنات الرسول(عليه الصلاه والسلام). وذلك بالتدريب من الأبنة الكبرى إلى الصغرى، وهم: زينب بنت محمد ، رقية بنت محمد ، أم كلثوم بنت محمد وفاطمة بنت محمد.
كل واحدة منهم لديها شخصية مشرقة جدا وقصة كفاح تعتبر نموذج مثالي لدور المرأة في العالم الإسلامي بأكمله.
الأشكال:
استخدم الفنان جورجي فيرتوسو، نفس تركيبة الفن التجريدي لرسم لوحات البنات الأربع، من خلال أعماله الفريدة في الرسم والتعبير بالأحرف. وذلك بتكوين وانصهار الأشكال الملساء التي تساعد المرء بسهولة للتعرف على مخلوق مجنح يشبه الملاك، والذي يشير إلى الحالة الروحية المحددة للشخصيات. كما تظهر سيولة الخطوط وتبين الارتباطات الخط العربي ببراعة.
اللوحات الفنية:
تختلف كل الصبغات الزيتية في اللوحة الواحدة، فمن الصعب تحديد ما إذا كان اختيار الألوان مدروسًا أم لا، إلا أنها تمثل جوهر البطلات. فعلى سبيل المثال، الصورة السابقة هي لوحة تجربية لـ "زينب" لها ظلال بنية سائدة. يرتبط اللون البني بالأرض والاستقرار والولاء والقوة الداخلية.
زينب، الأبنة الكبرى للنبي الكريم كان عليها أن تنفصل عن زوجها لعدة سنوات بعد أن رفض الدخول في الإسلام، وذلك احتراماً لتعاليم والدها والتي تعتبر هي تعاليم الدين الإسلامي. يشير اللون الأرجواني النابض بالحياة في لوحة "رقية بنت محمد" إلى أصل اسمها في اللغة العربية والمشتق من الرقَّة، أي الارتقاء والصعود، كما تعني تعويذة".
يُعتقد أن اللون الأرجواني اللون الأكثر غموضًا حيث يخلق إحساسًا بالقوى الخارقة للطبيعة من حوله.
الخلفية في اللوحة المخصصة لأم كلثوم مكثفة
الأزرق - رمز الهدوء والأمل والموثوقية.
أظهرت "أم كلثوم بنت محمد" موقفًا ناضجًا بشكل مثير للدهشة تجاه الأوقات العصيبة التي مر بها مع أسرتها عندما أجبروا على الخروج من مكة وانتقلوا إلى وادي أبو طالب. حيث كانوا معزولين ويتضورون جوعاً لمدة 3 أعوام. ولم تتحمل ذلك فحسب، بل تولت مسؤلية الأسرة والإعتناء بشقيقتها الصغرة "فاطمة" بعد وفاة والدتها السيدة "خديجة". وبناء عليه، فأن شخصية "أم كلثوم" تكشف الإيمان والروح القوية التي لا تقبل الإنكسار.
وأخيرا ، لون لوحة فاطمة بنت محمد هو
الأحمر - لون الطاقة الحيوية والعاطفة.
إنه يتطابق تمامًا مع شخصية فاطمة، وهي أصغر بنات النبي الكريم وأحبهنّ إلى قلبه ولقبها بالزهراء.
الحل:
عادةً ما توصف العقلية الشرقية بأنها متحفظة، وتتجنب التصريحات الجريئة والمباشرة. ورغم أن الحضارة الشرقية غنية بأعمال االزخرفة. إلا أنه - كما يعلم الجميع- يحظر الإسلام فن البورترية.
إنطلاق من ذلك جاءت لغة الفن التجريدي، التي اصبحت الحل الأمثل للحديث عن شخصيات تاريخية قوية، مثل بنات النبي الكريم. حيث وجد الفنان طريقة التصوير بدون تصوير، وروى قصص القوة والإخلاص بدون كلمة أو صورة مجازية.
وعليه، لا يحتاج المرء إلى معرفة سيرة بنات النبي الكريم، لكي يستشعر الطريقة التي يدرك بها الرسام هوياتهم. حيث استطاع الفنان جورجي فيرتوسو مشارك أعماله الابداعية مع الشخصيات التي غالبا ما تبقى في ظل التاريخ.
نبذة عن الكاتب.
ولدت الكسندرا أوسادكوفا عام 1984 في مدينة كييف الأوكرانية، ودرست في الأكاديمية الوطنية للفنون البصرية والهندسة المعمارية. تلقت تعليمها في أوكرانيا أمريكا. وتعيش حالياً في لوس أنجلوس، وتعمل ططاتب ومصمم معارض. بريدها الإلكتروني This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.
